تعليقا علي مدونة منال و علاء الاتية:
الوصلةانا معاكم تماما يمكن بكرة اكون انا جوا مضرب عن الطعام و انتوا بتقروا كلام مماثل.
لكن احب اعلق بس مش تثبيط لهمم لكن الجملة الاتية اجدها ساذجة بعض الشيء:
"ان لجوء النظام لأساليب العصابات لهو دليل على ضعفه واقتراب خلاصنا وتحرير مصر منه.. واستمرار حبسنا هو دليل على مدى رعب وخوف النظام من المعارضة الشعبية لفساده واستبداده وتخريبه المنظم لمصر."
متفق تماما مع الجزء ان النظام خايف فعلا من النشطاء الشباب الي متوحدين رغم انه من عدة اتجاهات مختلفة عن بعض تماما
و متفق ان ده دليل علي ضعف النظام
لكنه مش دليل ابدا علي قرب خلاصنا منه
في نظرية بتسري في العالم ان الطغيان بيولد احتقانو ان الاحتقان بيولد قوة دافعة لتغيير سبب الاحتقان حتي لو اخد الكلام ده وقت طويل
الكلام ده مش صحيح ابدا
انا مقتنع ان في طريقة ممكن لنظام حكم ان يكون مستبد و شمولي و يظل للابد و هذا يتم بعمل condtioning للمواطنين و هذا هو ما يحدث في الخمسين سنة الاخيرة.
بس بالتدريج و تبعا لدرجة شموليية الحاكم
مثلا ايام عبد الناصر كان الانضمام لاي حركة ليست مع الحكومة صراحة جريمة تودي في داهية
لكن الوعي السياسي في حد ذاته كان حاجة كويسة
يعني الناس كانت عندها وعي سياسي و الجامعات خاصة في الستينات كان فيها حركة طلابية قوية جدا.
السادات اكتشف ان الوعي السياسي في حد ذاته يمثل خطر لذا بدا الجزء الثاني من الخطة و هو تغيير تركيبة المجتمع بحيث يكون الوعي السياسي حاجة ملهاش لازمة و تاصيل ان المثقف و الناشط السياسي ده راجل فاضي و ده بتاصيل القيم الاستهلاكية الي جائت مع الانفتاح
انا لا اعتقد ان هذا التغيير حدث نتيجة للانفتاح بل هو حدث مع الانفتاح و بخطة مدبرة.
لو تلاحخظوا ان في عهد عبد الناصر كان في حركة سياسية قوية جدا و كان في ناس كتير جدا في الحزب الحاكم الذي كان الحزب الوحيد و الناس ديه رغم انها كانت برطيقة او باخري مجبرة علي اتباع وجهة نظر الحاكم الا ان كان في فاعلية سياسية و كان فيه اتصال مع الشارع و كان فيوعي بقضايا النضال العامي و حاجات من هذا النوع
لكن في عهد السادات بدا المجتمع يجبر علي ان يهتم كل فرد بشؤونه الخاصة.
لكن الناس رغم بعدها عن الوعي السياسي كان الناس مستواها العلمي مرتفع نسبيا بالنسبة لدولة من دول العام الثالث و ميزانية البحث العلمي فيها منخفضة فان العلم النظري كان علي مستوي معقول رغم ان الهجمة التاسلمية علي الجامعات ادت لتعطيل البحث العلمي في بعض المجالات. و بدات خرافات الاعجاز العلمي في القران بالانتشار. لكن علي الاقل كان مستوي خريج الثانوية العامة العلمي معقول.
في عهد حسني مبارك بدا الجزء الثالث من الخطة دلوقتي لازم معظم المجتمع يكون جاهل علميا و سياسيا و ثقافيا.
بص علي حاجة بسيطة جدا
بص علي مستوي الاسئلة في المسابقات التليفزيونية
اراهنك ان لو الاسئلة ديه كانت في مسابقة من 30 سنة كانت الناس حتموت علي روحها من الضحك "اقصد في الطبقة المتوسطة الي المفروض ان المسابقات ديه هدفها الديموغرافي الاساسي هي الطبقة المتوسطة"
دلوقتي بقي الجهل عادي جدا
و طبيعي جدا ان مهندس يتخرج من كلية الهندسة و هو لا يعرف اي شيء عن اصول الهندسة و هو حتي ليس خجلان من نفسه و لا يعتبر انه قصر في اي شيء
في التعليم في عهد مبارك تحول الفهم لحاجة optional الي عايز يعملها يعملهاو الي مش عايز هو حر عادي.
و انحطاط مستوي الاغنية وغيره كل ده ليس نتيجة لانخفاض مستوي المجتمع بل هو نتيجة و سبب في نفس الوقت
او ما يعرف بدائرة التغذية الرجعية
positive feedback loop
يعني الموضوع بدا بان الحكومة بطريقة مباشرة او غير مباشرة تشجع علي ظاهرة منخفضة من الناحية الثقافية او المعرفية من وجهة نظر المجتمع في هذا الوقت
و تستعمل العوامل الاقتصادية في الضغط علي المجتمع لكي يصبحح اسهل في الحكم
بمعني ان الحكومة لا تريد ان يكون المجتمع فقير حتي تحصل هي علي الاموال فقط
بل هناك سبب اخر مهم جدا
المجتمع الذي لا تغطي مستوي دخله حاجاته الاساسية لا وقت لدي افراده للاهتمام باي قضايا و يتحول الشعب لقطيع من الغنم.
طبعا الخطة ديه لم تصل بعد لمراجلها الاخيرة لكن هم ماشيين فيها بخطي سديدة و هو ده سبب غضب الحكومة من حركة القضاة و حركة الحقووقين المصريين
الحكومة مش خايفة ان ايمن نور يستولي علي الحكم مباشرة لا هي خايفة انه هو و الدستور "الجريدة" و حركة القضاة و حركة المدونيين انها ترفع المستوي الثقافي للشعب.
شوف ازاي في وقت عبد الناصر كان بيتم نشر كتب ثقافية رائدة مترجمة و مؤلفة باسعار مدعومة
دلوقتي مستحيل تلاقي كتاب كويس مدعوم.
كل ه بيتم بنفس الطريقة التي توقعها جورج اورويل في نبوئته المسماء 1984:
اقتبس هذا لجزء من ترجمة احمد خالد توفيق للرواية:
هذا الجزء كان حين تم اعتقال احد مجرمي الفكرو هم اي احد يجرؤ علي مخالفة افكار الحزب داخل دماغه نفسها بمعني انه يكفي ان تفكر في ان الحزب علي خطا لكي تعتقل
و يجري النقاش التالي بين ونستون مجرم الفكرو اوبرايان احد رجال الحزب المكلف بتعذيب ونستون و التحقيق معه ليس حتي يعترف باشياء لم يفعلها بل حتي يقتنع بافكار الحزب يقتنع بها فعلا باستخدام اسلوب مشروح في الرواية.
اوبرايان:
"ان التقدم العلمي في عالمنا هو تقدم للحصول علي علي مزيد من الام و العذاب من دون عذاب كيف تسيطر علي الانسان؟ الفلاسفة القدامي اسسوا فلسفتهم علي الحب و المساواة, بينما فلسفتنا تاسست علي المقت.. في عالمنا لن تكون هناك عواطف الا الخوف و الغضب و الانتصار و اذلال النفس.. لقد نجحنا في قطع علاقة الاب بالابن و علاقة الرجل بالمراة.. لن يثق الانسان ثانية في زوجته او ابنه لكن في المستقبل لن يحتاج احد الي زوجة او صديق.. لن يكون هناك هناك حب الا حب للخ الاكبر* لن يكون هناك اخلاص الا الاخلص للحزب لا فرحة الا فرحة النصر امام عدو مهزوم لن نحتاج الي العلم ولا الفن.. لو اردت ان تتخيل الغد فتخيل حذاء ثقيل يهشم وجها بشريا.. يهشمه للابد.. (جودشتاين)) و اعوانه سيعيشون للابد.. سيكونون دائما موجودين كب نشتمهمن و نبصق عليهم و نفتش عنهم .. اري انك بدات تفهمني لكنك ستفعل ما هو اكثر من افهم.. ستشارك في هذا العالم.."
نهض ونستون قليلا و قال:
" لا تستطيع. لا تستطيع ان تؤسس عالما علي المقت و الحقد.. لن يتحمل احد ذلك.. سوف يتحلل هذا العام.. سوف ينتحر"
" كلام فارغ.. انت تعتقد ان المقت اصعب من الحب.. لم لا؟ و لنفترض ان هذا صحيح ما الفارق"
لا اعرف.. لكن شيئا ما سيهزمك.. الحياة نفسها ستهزمك.. الماس ستنهض و تعرف الحقيقة و تمزقكم"
"هل تري اي اثر يدل علي هذا"
"لا لكني اؤمن بقوة روح الانسان"
و يستمر النقاش ليقول اوبراين ان كل من يخرج عن خطة الحزب لا يتم تعذيبه و قتله بل يتم تحويله و ببطء في عدة مراحل ينتقل من فهم فلسفة الحزب للتصرف علي اساسها للاقتناع بها فعليا كل شيء ممكن ما دمت سلبت المجتمع القدرة علي التفكير نفسها
"
طبعا مبارك لم يصل بعد لهذه الدرجة لازالت الحكومة تعتقل و تعذب و تحول معارضيها لابطال لكن واضح جدا ان هذه هي الخطوة القادمة
راقب معي ان كيف ان الحكومة في اجهزتها الاعلامية المملوكة لها تجاهلت تماما اخبار القبض علي ايمن نور و محاكمته و كيف تتجاهل اخبار المظاهرات
هذه نفس طريقة الحزب في 1984 حيث يتعلم الناس ال double think
مثلا يقوم شخص مكلف بتغيير الاخبار في الصحف القديمة بحيث يبدو ان الاخ الاكبر "رئيس الحزب" كان علي حق في تصريحاته الخاصة بتوقع الاحداث المستقبلية
ثم يقوم الشخص بحرق الخبر الزي زوره بيده ثم ينسي انه زوره اي انه يعلم انه غير الخبر لكنه يعرف و يتعامل مع الاخرين علي انه لم يحدث اي تغيير و انه هذا شكل الخبر منذ البداية
هذا هو موقف الحكومة تبعث الاف جنود الامن المركزي لمحاربة مظاهرات تقول اجهزة اعلامها نفسها انها لا تحدث و ان اشارت اليها قالت انها احداث بسيطة.
خلاصة الكام ان المجتمع لم يتحرك وحده و ان الوضع لحالي متزن تماما و قابل ان يبقي كما هو للابد ما لم تقم الفئة القليلة التي لا زال لديها خلايا رمادية بتحريك المجتمع و نشر الوعي بين طوائفه.